(قال) : فنادت النحلة: يا لها من نحلة. ما صح في روايتها رحلة. فالعارف من ظهر معناه. وقبل دعواه. وعلم صفاء سره من نجواه. ومن محا حقيقة دعواه. ثبتت حقيقة معناه. فلا تقل قولاً يبطله فعلك. ولا ترب فرعاً ينقضه أصلك. ألا تراني لما طاب مطعمي وصفا مشربي. طيف رفعت رتبتي. وعلا منصبي. وكمل أدبي. لولا أني أكلت الحلال. ولزمت أشرف الخلال. حتى صرت كالخلال. أسلك سبل ربي ذللاً. وأشكر من نهمه فصولاً وجملاً. أبتغي المباح. الذي ليس على أكله من جناح. فأجعل في الجبال بيوتي. ومن مباح الأشجار قوتي. أبتني بيوتاً يعجز كل صانع عن تأسيسها. ويتحير إقليدس في حل شكل تسديسها. ثم أسقط على الزهر والثمر. فلا آكل ثمرة. ولا أهشم زهرة. بل أتناول منها شيئاً على هيئة الطل. فأتغدى به قانعة وإن قل. ثم أعود إلى عشي. وقد صفا كدر عيشي. فأشتغل في وكري بفكري وذكري. وأخلص لمولاي شكري. ولا أفتر عن الذكر. ولا أغفل عن الشكر. قد أنتج علمي وعملي. شمعي وعسلي. فالشمع ثمرة العلم المنقول. والعسل ثمرة العمل المقبول. فالشمع للضياء والعسل للشفاء. فإذا أتاني قاصد يستضيء بضيائي. وإن أتاني عليل يستشفي بشفائي. فلا أذيقه حلاوة نفعي. حتى أجرعه مرارة لسعي. ولا أنيله شهدي. إلا بعد مكابدة جهدي. فإن اقتنصه