بقلائد فخره. وخلع الورد عذاره. وسحب عن الروض الأنيق أزهاره. فقم بنا نتفرج. ونتيه بحسننا ونتبهرج. فأيام السرور نختلس. وأوقاته نحتبس. فلما سمع الورد كلام المرسين. قال له: يا أمير الرياحين. بئس ما قلت. ولو جمع بك الغضب ما صلت. فقد نزلت عن شيم الأمراء بعدم تأملك الصواب من الآراء. فمن المصيب إذا زللت. ومن الهادي إذا ضللت. تأمر باللهو عندك. وتحرض على النزه جندك. وأمير الرعية. صاحب الفكرة الردية. فلا يعجبك حسنك. إذا تمايل غصنك. واخضر أوراقك. وأكرم أعراقك. فأيام الشباب سريعة الزوال. دارسة الطلال. كالطيف الطارق. والخيال المارق. وكذلك الشباب. أخضر الجلباب والثياب. مختلف الأجناس. كاختلاف الحيوان بين الناس. فمنها ما يشم ويذبل. ويحول خطابه وينقل. وتطرقه حوادث الأيام. ويعود مطروحاً على الأكوام. ومنها ما يؤكل ثماره. وتجد في الناس آثاره. والسالم من النار أقله. وإياك والاغترار. في هذه الدار. فإنما أنت فريسة لأسد الحمام. وبعد فقد نصحتك والسلام.
فأجابه النرجس من خاطره. وهو ناظر لمناظره. فقال: أنا رقيب القوم وشاهدهم. وسميرهم ومنادمهم. وسيد القوم خادمهم. أعلم من له همة. كيف تكون شروط الخدمة. أشد للخدمة وسطي.