له التاج على المفرق. ومشوا في الخدمة بين يديه. والجنائب في المواكب تجر لديه. ينادون: حاشاك وإليك. سلطان الناس قادم عليك. حتى وصلوا إلى المدينة. ودخلوا قلعتها الحصينة. ففرشوا شقق الحرير. ونثروا النثار الكثير. وأجلسوه على السرير. وأطلقوا مجامر الند والعبير. ووقف في خدمته الصغير والكبير. والمأمور والأمير والدستور والوزير. وأنشدوه:

قدمت قدوم البدر بيت سعوده ... وأمرك فينا صاعد كصعوده

(قالوا) : إعلم يا مولانا أنك صرت لنا سلطاناً ونحن كلنا عبيدك. وتابع مرادك ومريدك. فافعل ما تختار. وتحكم في الكبار منا والصغار. وأمر فامتثال أمرك علينا محتوم. وما منا إلا له في خدمتك مقام معلوم. فجعل يتفكر في أمره ومبداه. ويتأمل ما صار إليه ويتدبر في منتهاه. فقال: إن هذا الأمر لا بد له من سبب. ولا بد له من آخر ومنقلب. فإنه لم يصدر في عالم الكون سدى. وإن لهذا اليوم من غير شك غداً. وإن الصانع القديم القادر الحكيم. السميع العليم البصير الحي المدير الكريم. لم يقدر هذه الأفعال. على سبيل الإهمال. ولم يحدث حدثاً لعباً ولا عبثاً. وجعل يلازم هذه الأفكار. آناء الليل وأطراف النهار. وهو مع ذلك قائم بشكر النعمة. ملازم باب مولاه بالطاعة والخدمة. واضع الأشياء في محلها. والمناصب في يد أهلها. ملتفت إلى أحوال الرعية عامل بينهم بالعدل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015