وبما مرقوا منه من تحت الزور. فلم يزالوا عاجزين حيارى سكارى وما هم بسكارى يتناشدون:
وفلك ركبناه والبحر ذو ... هواء فثار وحار ومارا
فطوراً علونا السماء وطوراً ... رمينا إلى الأرض منها انحدارا
وآخر الأمر نسفت السفينة الرياح وأوعر الله سهلها. وخرقها فأغرقها وأهلها. وذهب البحر بأموالها وأرواحها. وتعلق الغلام بلوح من ألواحها. واستمر تقذفه الأمواج. وتصطدم به أثباج البحر الهياج. إلى أن وصل إلى ساحل. فخرج وهو كئيب ناحل. وصعد إلى جزيرة. فجعل يمشي في جناتها إلى أن أداه التوفيق. إلى فم طريق. فسار في تلك الجادة. وهداية الله له مادة. فانتهى به المسير إلى أن تراءى له سواد كبير. وبلغ مملكة عظيمة. وولاية جسيمة. ورأى على بعد مدينة مسورة حصينة. فعمد إلى ذلك البلد. وتوجه نحوه وقصد. فاستقبله طائفة من الرعال. نساء ورجال. يتبعهم جنود مجندة. وطوائف محشدة. من طبول تضرب. وفوارس تلعب. وزمور تزعق. وألسنة بالثناء تنطق. حتى إذا وصلوا إليه تراموا عليه. وأكبوا بين يديه. يقبلون يديه ورجليه. مستبشرين برؤيته. متبركين بطلعته. ثم ألبسوه الخلع السنية. وقدموا له فرساً علية. بكنبوش ذهب. وشرج مغرق. ووضعوا