والسوية. متعهد أمور الكبار والصغار. بأنواع الإحسان وأصناف المبار. مؤسس قواعد المملكة والسلطنة على أركان العقل والعدل مهما أمكنه. متفحص عن مصالح المملكة. سالك مع كل من أرباب الوظائف ما يقتضي مسلكه. ثم وقع اختياره بين أولئك الجماعة على شاب جليل البراعة. له في سوق الفضل والوفاء أوفر بضاعة. متصف بأنواع الكمال متحل بزينة الأدب والجمال. فاتخذه وزيراً. وفي أموره ناصحاً ومشيراً. فجعل يلاطفه ويرضيه. ويكرم ويدنيه. ويفيض عليه من ملابس الإنعام. وخلع الأفضال والإكرام. ما ملك به حبه قلبه. واستصفى خالص وده ولبه. وسكن في سويدائه. وتمكن به من ضمير أحشائه. إلى أن اختلى به وتلطف في خطابه. واستنصحه في جوابه. وسأله عن أمر إمرته وموجب رفعته وسلطته من غير معرفة الرفاق. ولا أهلية ولا استحقاق. ولا هو من بيت الملك. ولا في حر السلطة له فلك. ولا معه مال ولا خيل يهديها. ولا رجال ولا معرفة يدلي بها. ولا شجاعة وفضيلة يهتدي بتهذيبها. فقال ذلك الشاب في الجواب: اعلم أيها الملك الأعظم أن هذه البلدة وعساكر إقليمها وجنده قد اخترعوا أمراً. واصطلحوا على عادة تجرى. سألوا الرحمان أن يقبض لهم على أوان. شخصاً من جنس الإنسان. يكون عليهم ذا سلطان. فأجابهم إلى ذلك. فسلكوا في أمره هذه الممالك. وذاك أنهم في اليوم الذي قدمت عليهم. يرسل الله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015