ذكر الحكماء. وذوو الفضل من العلماء. أنه كان في بعض الأمصار. تاجر من أعيان التجار. وكان له غلام مخايل السعادة من جبينه لائحة. وروائح النجابة من أذيال شمائله فائحة. فأوسق له أبوه مركباً من المتاجر والمنافع. وأخذ في تعبية البضائع. وسلمه إلى الهواء والماء. بعد أن توكل على رب السماء. فسار بعض أيام. وهو في أهنأ مرام. وأطيب عيش ومقام. الماء رائق. والهواء موافق. والنكد مفارق. والسرور مرافق. وبينما السفينة من نسف العواصف أمينة. تجاري السهم والطير. وتباري الدهم في السير. وإذا بالرياح هاجت. والأمواج ماجت. وأثباج البحر تصادمت. وأطواد الأمواج على العرفاء تلاطمت. فعجز ذلك الملاح وترك شيمة الوقار والسكينة. ورقم نقش الحروف في ألواح السفينة. فشاهدوا من الهواء الأهوال. وغدا قاع البحر كالجبال. وصار طائر ذلك الغراب بمن فيه من الأصحاب. كأحوال الدنيا بين صعود وهبوط. وقيام وسقوط. طوراً يسامون الأفلاك