وكنت إذا حللت بدار قوم ... رحلت بخزية وتركت عارا

واحرص على ما جمع قول القائل: ثلاثة تبقي لك الود في صدر أخيك. أن تبدأه بالسلام وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه. واحذر كل ما بينه لك القائل: كل ما تغرسه تجنيه إلا ابن آدم. فإذا غرسته يقلعك. وقول الآخر: ابن آدم ذئب مع الضعف أسد مع القوة. وإياك أن تثبت على صحبة أحد قبل أن تطيل اختباره. (ويحكى) أن ابن المقفع خطب في الخليل صحبته. فجاوبه أن الصحبة رق ولا أضع رقي في يديك حتى أعرف ملكتك. واستمل من عين من تعاشره وتفقد في فلتات الألسن وصفحات الأوجه. ولا يحملك الحياء على السكوت عما يضرك أن لا تبينه. فإن الكلام سلاح السلم. وبالأنين يعرف ألم الجرح واجعل لكل أمر أخذت فيه غاية تجعلها نهاية لك. واقبل من الدهر ما أتاك. من قرَّ عيناً بعيشه نفعه إذ الأفكار تجلب الهموم. وتضاعف الغموم. وملازمة القطوب. عنوان المصائب والخطوب. يستريب به الصاحب. ويشمت العدو والمجانب. ولا تضر بالوساوس إلا نفسك لأنك تنصر بها الدهر عليك. ولله در القائل:

إذا ما كنت للأحزان عوناً ... عليك مع الزمان فمن تلوم

مع أنه لا يرد عليك الغائب الحزن. ولا يرعوي بطول عنك الزمن. ولقد شاهدت بغرناطة شخصاً قد ألفته الهموم. وعشقته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015