لله علم وحلم ... وارته تلك الرمال

بكى الرشاد عليه ... دماً ومسر الضلال

قد لاح في الخير نقص ... لما مضى واختلال

وكيف لم نر نقصاً ... وقد تولى الكمال

علومه راسخات ... تزول منها الجبال

يقبره العلم ثاوٍ ... والفضل والإفضال

قال سليمان بن معبد يرثي يحيى بن معين:

لقد عظمت في المسلمين رزية ... غداة نعى الناعون يحيى فاسمعوا

فقالوا وإنا قد دفناه في الثرى ... فكاد فؤادي حسرة يتصدع

فقلت ولم أملك لعيني عبرة ... ولا جزعاً إنا إلى الله نرجع

ألا في سبيل الله عظم رزيتي ... بيحيى إلى من نستريح ونفزع

ومن ذا الذي يؤتى فيسأل بعده ... إذا لم يكن للناس في العلم مقنع

لقد كان يحيى في الحديث بقية ... من السلف الماضين حين تقشعوا

فلما مضى مات الحديث بموته ... وأدرج في أكفانه العلم أجمع

وصرنا حيارى بعد يحيى كأننا ... رعية راع بثهم فتصدعوا

وليس بمغن عنك دمع سفحته ... ولكن إليه يستريح المفجع

لعمرك ما للناس في الموت حيلة ... ولا لقضاء الله في الخلق مدفع

ولكنما أبكي على العلم إذ مضى ... فما بعد يحيى فيه للناس مفزع

فقد ترك الدنيا وفر بدينه ... إلى الله حتى مات وهو ممتع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015