أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوماً وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذة ... وأرق عيني والعيون هجود
هما عالمان أوديا وتخرما ... وما لهما في العالمين نديد
فحزني إن تخطر على القلب خطرة ... بذكرهما حتى الممات جديد
قال محمد بن أبي العتاهية يرثي الأصمعي:
أسفت لفقد الأصمعي لقد مضى ... حميداً له في كل صالحة سهم
تقضت بشاشات المجالس بعده ... وودعنا إذا ودع الأنس والعلم
وقد كان نجم العلم فينا حياته ... فلما انقضت أيامه أفل النجم
قال المعتمد يرثي أحمد بن طولون:
إلى الله أشكو أسى ... عراني كوقع الأسل
على رجل أروع ... يرى منه فضل الوجل
شهاب خبا وقده ... وعارض غيث أفل
شكت دولتي فقده ... وكان يزين الدول
قال الشهاب المنصوري يرثي الإمام كمال الدين السيوطي:
مات الكمال فقالوا ... ولى الحجى والجلال
فللعيون بكاءٌ ... وللدموع انهمال
وفي فؤادي حزن ... ولوعة لا تزال