وقال إسحاق الموصلي يرثي أباه إبراهيم المغني:
أقول له لما وقفت بقبره ... عليك سلام الله يا صاحب العبر
ويا قبر إبراهيم حييت حفرة ... ولا زلت تسقى الغيث من سبل القطر
لقد عزني وجدي عليك فلم يدع ... لقلبي نصيباً من عزاء ولا صبر
وقد كنت أبكي من فراقك ليلة ... فكيف وقد صار الفراق إلى الحشر
لما مات أبو إسحاق الصابي رثاه الشريف الرضي الموسوي بقوله:
أعلمت من حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء النادي
جبل هوى لو خرَّ في البحر اغتدى ... من وقعه متتابع الأزباد
ما كنت أعلم قبل حطك في الثرى ... أن الثرى يعلو على الأطواد
قال الشهاب المنصوري يرثي العلامة محيي الدين الكافيحي:
بكت على الشيخ محيي الدين كافيحي ... عيوننا بدموع من دم المهج
كانت أسارير هذا الدهر من درر ... تزهى فبدل ذاك الدر بالسج
فكم نفى بسماح من مكارمه ... فقراً وقوم بالإعطاء من عوج
يا نور علم أراه اليوم منطفئاًُ ... وكانت الناس تمشي منه في سرج
فلو رأيت الفتاوى وهي باكية ... رأيتها في نجيع الدمع في لجج
ولو سرت بثناء عنه ريح صبا ... لاستنشقوا من شذاها أطيب الأرج
يا وحشة العلم من فيه إذا اعتركت ... أبطاله فتوارت في دجى الرهج
لم يلحقوا شأو علم من خصائصه ... أني ورتبته في أرفع الدرج
قد طال ما كان يقرينا ويقرونا ... في حالتيه بوجه منه مبتهج