وكم همام وكم قوم وكم ملك ... تحت التراب وكم شهم وكم بطل
وكم إمام إليه تنتهي دول ... قد صار بالموت معزولاً عن الدول
وكم عزيز أذلته المنون وما ... إن صدها عنه من مال ولا خول
يا عارفاً دهره يكفيك معرفة ... وإن جهلت تصاريف الزمان سل
هل في زمانك أو من قبله سمعت ... أذناك أن ابن أنثى غير منتقل
وهل رأيت أناساً قد علوا وغلوا ... في الفضل زادوا بما نالوا عن الأجل
أو هل نسيت لدوا للموت أو عميت ... عيناك عن واضع نعشاً ومحتمل
وهل رعى الموت ذا عز لعزته ... أو هل خلا أحد دهراً بلا خلل
الموت باب وكل الناس داخله ... لكن ذا الفضل محمول على عجل
وليس فقد إمام عالم علم ... كفقد من ليس ذا علم ولا عمل
وليس موت الذي ماتت له أمم ... كموت شخص من الأوغاد والسفل
لأجل ذا طال منا النوح وانحدرت ... منا الدموع كسيل وابل هطل
على إمام همام فاضل فطن ... حبر لبيب ملاذ للعلوم ولي
له يد وردت بحر الهدى وروت ... حديثه عن فنون السادة الأول
وكم له من تآليفٍ بجوهرها ... جلت وما احتاج معناها إلى حلل
قال اليزيدي بن مغيرة المقري يرثي الكسائي ومحمد بن الحسن وكانا قد خرجا مع الرشيد إلى خراسان فماتا في الطريق:
تصرمت الدنيا فليس خلود ... وما قد ترى من بهجة سيبيد
سيفنيك ما أفنى القرون التي خلت ... فكن مستعداً فالفناء عتيد