تحتها، ولا دليل عليها من كتابٍ أو سنة، وغاية ما دلَّ عليه القرآن أنهم ضربوه ببعض تلك البقرة غير معين، {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا}؛ أي: ضربوه ببعضها فحيي بإذن الله فأخبرهم بقاتله ثم عاد ميتًا، ولم يرثه قاتله الذي قتله.

قال بعض العلماء: ومن ذلك اليوم لم يرث قاتل عمدًا، وعامة العلماء على أن القاتل لا يرث سواء كان القتل عمدًا أو خطأً لا من المال ولا من الدية، وعن مالك بن أنس -رحمه الله- التفصيل بين الدِّية والمال في خصوص القتل خطأ، قال: إنَّ القاتل خطأ يرث من المال، ولا يرث من الدِّية، والجمهور على خلافه، وشذَّ قوم فوَرَّثوه من المال والدية في القتل خطأً.

وقوله: {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} يعني كما أحيا الله هذا القتيل، وهذا الجمُّ الغفير من النّاس ينظرون، كذلك الإحياء المشاهَد يحيي الله الموتى يوم القيامة، فهو دليل قرآني على البعث؛ لأنَّ مَنْ أحيا نفسًا واحدة فهو قادر على إحياء جميع النُّفوس؛ لأن ما جاز على المثل يجوز على مماثله، فاللَّه جلَّ وعلا يقول: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان: 28]، وهذه الآية الكريمة تؤخذ منها فوائد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015