عَمِلَ وهو مقترنٌ بزمن الماضي، هذا وجه السؤال.

والجواب: أنَّه إنَّما أعمل اسم الفاعل في هذا المفعول لأن هذه حكاية حال ماضية في وقتها، وإنَّما حكيتْ الحال في وقتها فكأنها في وقتها؛ لأن الحكاية تحكى فيها الأحوال في حال وقتها، ونظيرُ هذا يُجاب به عن قوله جَلَّ وعلا: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} [الكهف: 18] لأنها أيضًا حكايهُ حالٍ ماضيةٌ، وهي في وقتها حالية مطابقة للزمن الحالي.

والآية تدل على أنَّ مَنْ فعل سوءًا وكتمه أنَّ الله يظهره، وغالبًا لا يُسِرُّ الإنسان سريرةٌ إلا ألبسَهُ الله رداءَها، وكان بعض العلماء يقول: لو عمل الإنسان الشرَّ في غاية الخفاء لابد أن يظهره الله كما يفهم من قوله: {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}.

وقوله: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} صيغة الجمع للتعظيم، والفاء عاطفة للجملة على ما قبلها، أعني: تدارأتم في القتيل فقلنا لكم اضربوه ببعض البقرة لنبين لكم الواقع، وتعرفون القاتل، وينتهي النزاع، {فَقُلْنَا} صيغة الجمع للتعظيم، {اضْرِبُوهُ}؛ أي: القتيل، فالضمير راجع للقتيل المفهوم من النفس في قوله: {نَفْسًا} فأنَّثَ الضمير باعتباره لفظ النفس، وذكَّرهُ باعتبار معناها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015