يَفْعَلُونَ} يعني وما كادوا يذبحونها إلا بعد جهد جهيدٍ لِمَا جاءوا به دون ذبحها من السؤالات والتعنتات.

وقول بعض العلماء: إن {كَادَ} إذا كانت في الإثبات دلت على النفي وإذا كانت في النفي دلت على الإثبات، وأن هذا يلغز به هو في الواقع غير صحيح، وإذا نُفيت نفيت المقاربة، يعني ما قاربوا أنْ يذبحوا يعني زمن التعنت والأسئلة حتى انقضى زمن التعنت والأسئلة في آخر الأمر ذبحوها، والقرينة على أن هذا هو المراد أنه صَرَّحَ بأنَّهم ذبحوها أي فذبحوها في الآونة الأخيرة، وما كادوا قبل ذلك يفعلون لتعنتهم وكثرة سؤالاتهم وعدم امتثالهم، وهذا معنى قوله: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} وإذ قتلتم معطوف على قوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ}، وقوله: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ} هو أول القصة في الوقوع ولكنه متأخر في النزول وترتيب القرآن، هذا هو الظاهر؛ أي: واذكروا إذ قتلتم نفسًا، هو القتيل المتقدم، قيل اسمه (عامي) والعرب تعبِّر عن الشخص بالنفس تقول قتل نفسًا أي شخصًا ذكرًا كان أو أنثى، والظاهر أن هذا القتيل كان ذكرًا بدليل تذكير الضمير العائد عليه في قوله: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا}؛ أي: القتيل الذي فيه النِّزاع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015