يتركها تتشابه مع غيرها من البقر لأنها بُيِّنَتْ بصفاتها الكاشفة التي تفصلها وتميزها عن غيرها.

ويؤخذ من هذه الآية الكريمة جواز السَّلَم في الحيوانات؛ لأنَّها تنضبط بصفاتها الكاشفة حتى تصير كالمرئية؛ لأنَّ هؤلاء الناس لا يوجد ناس أشدُّ منهم تعنتًا فاضطرتهم الصفات الكاشفة إلى أن اعترفوا بأن هذه البقرة ظهرت صفاتها، وتميَّزت عن غيرها، ويدلُّ لهذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصف المرأةُ المرأةَ لزوجها حتى كأنه ينظر إليها" فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن الصفات الكاشفة تقوم مقام النظر لأنها تُعَين الموصوف.

وهذا دليلٌ واضحٌ لما ذهب إليه جمهور العلماء من السَّلَف في الحيوانات إذا بُيِّنَت صفاتها؛ لأنَّ الوصف يجعلها كالمرئية ويثبتها؛ خلافًا للإمام أبي حنيفة -رحمه الله- الذي منع السَّلَم في الحيوانات بناءً على أنها لا تنضبط صفاتها، ومما يؤيد السلم فيها خلافًا لأبي حنيفة -رحمه الله-، ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه استسلف بكرًا وردَّ رَباعيًا، وكما دلت عليه هذه النصوص.

قال بعض العلماء: ويؤخذ من هذه القصة أيضًا جواز النسخ قبل التمكن من الفعل لأن قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} نكرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015