قال بعض العلماء: ومنه: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا} [الإسراء: 58] قالوا حذف وصفهُ؛ أي: وإن من قرية ظالمة بدليل قوله: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59].

ومن شواهد حذف النعت في لغة العرب قول الشاعر وهو المرقّش الأكبر:

ورُبَّ أسيلةِ الخدَّينِ بكرٍ ... مُهَفْهَفَةٍ لها فرعٌ وجيدُ

أي: لها فرع فاحِمْ وجيدٌ طويل، ومن هذا القبيل قول عَبيد بنِ الأبرص الأسدي:

مَنْ قولُهُ قولٌ ومَنْ فعلُهُ ... فعلٌ ومَنْ نائلُهُ نائلُ

يعني: مَن قولُهُ قولٌ فَصْلٌ، ومَن فعله فعل جميلٌ، ومن نائلُهُ نائلٌ جزلٌ، فحذف النعوت بدلالة المقام عليها، وهذا كثير في كلام العرب، وإنْ ذكر ابن مالك في الخلاصة أنَّ حذف النعت قليلٌ حيث قال:

وما من المنعوتِ والنَّعتِ عُقِلْ ... يجوزُ حذفُهُ وفي النَّعتِ يَقِلْ

وهذا معنى قوله: {الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ}؛ أي: جئت في الوقت الأخير بالحق الذي لا يترك في هذه البقرة لبسًا، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015