للونها، بل لونها كله أصفر فاقع على وتيرة واحدة، حتى قال بعض العلماء: إن أظلافها وقرونها صفر، وهذا معنى قوله: {لَا شِيَةَ فِيهَا}.

{قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} الألف واللام زائدتان لزومًا في {الْآنَ} ويعَبَّرُ عنها بالوقت الحاضر، وبعض العلماء يقول: هو مبني على الفتح لأنه خولفت به نظائره، وعلى كل حال فالمراد بالآن الوقت الحاضر، في هذا الوقت الحاضر جئتَ في صفات هذه البقرة المطلوبة بالحق، ويتعيَّن هنا حذف الصفة لأنَّه لو لم تقدَّر الصفة لكانوا كفارًا؛ لأنهم لو قالوا: لم يأت بالحق إلا في هذا الوقت -فقبل هذا الوقت لم يكن آتيًا بالحق-، كانوا مكذبين لنبي كريم، ومن كذَّب نبيًا كريمًا فهو كافر، ولذلك يتعين تقديم النعت هنا، والمعنى جئتَ بالحق الذي لا يترك في هذه البقرة لبْسًا لإيضاحها بصفاتها الكاشفة تمامًا، وتقرَّرَ في علم العربية أنَّ حذف الصفة إذا دَلَّ المقام عليه موجودٌ في القرآن وفي كلام العرب، ومن أمثلته في القرآن:

{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79] حُذف نعتها؛ أي: كل سفينة صحيحة، إذ لو كان يأخذ المعيبة لما كان في خرق الخضر للسفينة فائدةٌ ولما قال: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015