منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا" الحديث، هذا معنى قوله: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}؛ أي: قابلوا نعمنا بالمعاصي وما ظلمونا بذلك ولكن ظلموا أنفسهم بذلك.

وقوله جلَّ وعلا: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا}؛ أي؛ اذكر إذ قلنا، أي: حين قلنا، وصيغة الجمع للتعظيم: {ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} الصواب الذي عليه أكثر المفسرين أن هذه القرية هي بيت المقدس، وقال جماعة من العلماء: هي أريحا، وعن الضحاك: أنها الرملة، وفلسطين، وتدمر، ونحو ذلك، والتحقيق الذي عليه جمهور المفسىرين أنها بيت المقدس، ويدل عليه قوله تعالى في المائدة: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}.

هذه القرية لما زال عنهم التِّيه، ومات موسى وهارون، وكان الخليفة بعدهما يوشع بن نون، وجاءوا وجاهدوهم الجهاد المعروف في التاريخ الذي ردَّ الله فيه الشَّمس ليوشع بن نون، وفتحوا البلد أَمَرَهم الله جلَّ وعلا أنْ يشكروا هذه النعمة بقولٍ يقولونه وفعلٍ يفعلونه، فبدَّلوا القول الذي قيل لهم بقول غيره، وبدَّلوا أَيضًا الفعل الذي قيل لهم بفعل غيره، وتقرير المعنى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ} فكلوا من هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015