عذابًا حَقَّ عليها، أما تفسير من فَسَّر تجزي: بتغني، فهو إنَّما يتمشَّى على قراءة من قرأ "تُجْزي" بصيغة الرباعي؛ لأنها هي التي تأتي بمعنى الإغناء، وتقرير المعنى: واتقوا يومًا لا تجزي فيه نفسٌ عن نفس شيئًا، أي لا تقضي نفسٌ عن نفس حقًا وجب عليها، ولا تدفع عنها عذابًا حق عليها.

والرَّابط المحذوف محذوفٌ من الجمل المعطوفة على الجملة النَّعتية، وتقرير المعنى: لا تجزي فيه نفسٌ عن نفس شيئًا، ولا يُقبل فيه شفاعة ولا يؤخذ فيه عدل ولا هم ينصرون فيه، فالرابط محذوف من الجمل المعطوفة على الجملة التي هي وصف، وتقرير المعنى: واتقوا يومًا لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئًا، أي لا تقضي نفس عن نفس شيئًا؛ أي: حقًا وجب عليها ولا تدفع عنها عذابًا حقَّ عليها، وعلى هذا التقرير (فشيئًا) مفعولٌ به لتجزي، وقال بعض العلماء: (شيئًا) في محل المصدر أي لا تجزي عنها شيئًا أي جزاءً قليلًا ولا كثيرًا.

وقوله: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} فيه قراءتان سبعيتان.

قرأهُ أكثر السبعة: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} والتذكير في قوله {يُقْبَلُ} لأمرين؛ أحدهما: أن تأنيث الشفاعة تأنيثٌ غيرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015