ونعَتُوا بجملةٍ منكَّرا ... فأُعطِيتْ ما أُعطيتْهُ خبَرا

ولطالب العلم أنْ يقول: أين الرَّابط الذي يربط بين الجملة التي هي وصف وبين المنعوت؟ الجواب: أنَّه اختلف في تقديره على قولين:

أحدهما: أنَّ العائد {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ} أي: واتقوا يومًا لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئًا، فالعائد هو المجرور المحذوف هو وحرف الجر.

وقال بعض العلماء: حذف حرف الجرّ فوصل العامل إلى الضمير بعد حذف حرف الجرّ المحذوف، وعليه فالتقدير: واتقوا يومًا لا تجزيه نفسٌ عن نفس شيئًا بحذف الفاء، وعلى كلِّ حال فحذف الضمير الرابط للجملة التي هي وصف للنكرة الموصوفة موجودٌ في كلام العرب، ومن أمثلته في كلام العرب

قول الشَّاعر:

وما أدري أغيَّرَهُم تناءٍ ... وطولُ العهدِ أم مالٌ أصابوا

فجملة "أصابوا" نعت للنكرة التي هي مال والعائد محذوف، وتقرير المعنى: أم مال أصابوه، وقوله: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}؛ أي: لا تقضي عنها حقًا وجب عليها, ولا تدفع عنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015