مجالس ثعلب (صفحة 53)

وقال أيضاً ابن الأعرابي: الحراث: الكثير الأكل. والحواس: الذي لا يشبع من الشئ ولا يمله. ويقال: ما أدرى أين سكع، وأين صقع وأين بقع، بمعنى واحد.

وقال: كنا نسوق فعرضنا فلاناً، إذا حملوه على بعير معترضاً من التعب. وأنانا فلان فعرضته إذا أعطيته. وقدم فلان مستعرضاً إذا قدم بعرض من الدنيا، من مال أو خيل. وجمع عرض عروض. ورجل فيه عرضية، إذا كان فيه التواء ومنعة، وهو مثل العنجهية والعيدهية.

أنشدنا أبو العباس قال: وأنشد ابن الأعرابي لسلمى بن عوية بن سلمى بن ربيعة الضبى:

لا يبعدن عهد الشباب ولا ... لذاته ونباته النضر

والمرشقات من الخدود كإي ... ماض الغمام صواحب القطر

وطراد خيل مثلها التقتا ... لحفيظة، ومقاعد الخمر

لولا أولئك ما حلفت متى ... عوليت في حرج إلى قبر

هزئت زنيبة أن رأت ثرمى ... وأن انحنى لتقادم ظهرى

من بعد ما عهد فأدلفني ... يوم يجئ وليلة تسرى

حتى كأنى خاتل قنصا ... والمرء بعد تمامه يحرى

لا تهزئى مى زنيب فما ... في ذاك من عجب ومن سخر

أو لم ترى لقمان أهلكه ... ما اقتات من سنة ومن شهر

وبقاء نسر كلما انقرضت ... أيامه، عادت إلى نسر

ما طال من أبد على لبد ... رجعت محورته إلى قصر

ولقد حلبت الدهر أشطره ... وعلمت ما آتى من الأمر

وأنشد:

عريت من الشباب وكان غضاً ... كما يعرى من الورق القضيب

ونحت على الشباب بدمع عينى ... ومنتحباً فما أغنى النحيب

فيا أسفاً أسفت على شباب ... نعاه الشيب والرأس الخضيب

فيا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيب

تجلاني وبيض عارضى ... وغيرني فأنكرني الحبيب

وأنشدنا أبو العباس:

ويلك يا علقمة بن ماعز ... هل لك في اللواقح الحرائز

وفي اتباع الظلل الأوارز ... تحلبها من حافل وغارز

قال: هذا لص قال لصاحبه: هل لك في أن نغير، فإن أخذنا ضربنا وحبسنا. اتباع الظلل، يريد الحبوس. الأوارز: الباردة. واللواقح: السياط. والحوافل: الجراحات. ومنها ما قد حفل ومنها ما قد جف.

وأنشد مثله للراعى:

نسى الأمانة من مخافة لقح

قال: من جمع كمرثات قال في التصغير: كميمثرية خفيف، وأكثر الكلام كميثرة وكميمثراة أيضاً.

وأنشد:

ألا هلك ابن قران الحميد ... أبو عمرو أخو الجلى يزيد

ألا هلك امرؤ حباس مال ... على الإخوان متلاف مفيد

ألا هلك امرؤ هلكت رجال ... بمهلكه وكان له الفقود

ألا هلك امرؤ قامت عليه ... بجنب عنيزة البقر الهجود

سمعن بموته فظهرن نوحاً ... قياماً ما يحل لهن عود

وقال الحارث بن خالد لأخيه:

لعمرى لئن لم يجمع الله بيننا ... بما شاء لا نزداد إلا تنائيا

أعد الليالي إذ نأيت ولم أكن ... بما زل من عيشى أعد اللياليا

أخاف انقطاع العيش دون لقائكم ... بأرض ولو منيت نفسى الأمانيا

إذا ما بكى ذو الشجو أصغيت نحوه ... وآسيته بالشجو ما دام باكيا

وأنشد:

يا أيها المتحلى غير شيمته ... ومن خليقته الإفراط والملق

عليك بالقصد فيما أنت قائله ... إن التخلق يأتى دونه الخلق

ولا يواتيك فيما ناب من حدث ... إلا أخو ثقة فانظر بمن تثق

يا جمل إن يبل سربال الشباب فما ... يبقى جديد على الدنيا ولا خلق

وإنما الناس والدنيا على سفر ... فناظر آجلاً منهم ومنطلق

" إن الذين آمنوا والذين هادوا " قال أبو العباس: في قول الخليل معناه الذين تابوا. وقال لفراء: إنما عد أصناف الكفرة، فهم اليهود. قال: وخبر إن ف قوله: " فلهم أجرهم عند ربهم "، وهو جزاء.

قال: والعرب تقول: ما شاكتك يا فلان؟ فيقول: قرب المدة، وانقطاع الأجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015