والنصب لا يختلف فيه، والاختلاف في الخفض. قال: ومن خفض شبه ألا بالنسق. والفراء يستقبحه ويجيزه.
وأنشد:
الان بعد بحاجتي تلحونني ... هلا التقدم والقلوب صحاح
فالنصب معناه هلا تقدمتم، وهو مثل الأول. ومن رفع التقدم رفعه بموضع الواو.
وأنشد:
إذا نهى السفيه جرى إليه ... فخالف والسفيه إلى خلاف
قوله جرى إليه، أي جرى إلى السفه، واكتفى بالفعل من المصدر.
وأنشد:
فلا تذهبا عيناك في كل شرمح ... طوال فإن الأقصرين أمازره
قال الكسائي: أمازره، أي أمازر ما ذكرنا. والفراء يقول: الأقصرين والأقصر منك، رده على المعنى. قال: والمزير: الظريف؛ وهو العاقل.
وأنشد:
حسبت بغام راحلتي عناقاً ... وما هي ويب غيرك بالعناق
فإني لو رميتك عن قريب ... لعاقك عن دعاء الذئب عاق
قال: يصف ذئباً أراد أن يثب على ناقته.
ويقال: ويبك، وويبك، وويب بك، وويب غيرك.
وأنشد:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة ... وإن جهاداً طيىء وقتالها
أراد: إن الجهاد جهاد طي وقتال طي. والإنسان لا يكون جهادا. ومثله:
وكيف يصاحب من أصبحت ... خلالته كأبي مرحب
يريد كخلالة أبي مرحب. قال: يحذفون المضاف إذا تقدم، كما تقول: الفقه أبو حنيفة، والنحو الكسائي. يريد الفقه فقه أبي حنيفة، والنحو نحو الكسائي.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى: يقال بئر عيلم: كثيرة الماء، والضفدع غيلم بالغين، وكذلك السلحفاة غيلم أيضاً.
والغيلم: المرأة الواسعة، والبئر أيضاً كذلك غيلم: واسعة.
وأنشد:
أبى حب لبنى أن يرى بي صحة ... يد الدهر، أو يرجو حياتي آمل
فأصبحت مثل الحلس يقتاد نفسه ... خليعاً تناصيه أمور جلائل
وما ذكرت يوماً لها من سمية ... من الدهر إلا اعتاد عيني واشل
أي أنا أبداً سقيم من حبها.
يقال به ضمانة وزمانة، إذا كان به حب.
وقال أبو العباس في قوله عز وجل: " بئس ما قدمت لهم أنفسهم " قال: قال الكسائي: بئس الذي قدمت لهم السخط، وكأنه بئس الشيء شيء قدمت لهم أنفسهم. وليس بشيء. وقال الفراء: بئس ما يرفع ما ببئس، ولا يجوز بئس الذي قام زيد.
ويقال أسفل الوادي معشب، وأسفل الوادي عشب، وأسفل الحائط آجر، إذا كان أسفله كله، وإذا كان فيه شيء من آجر قيل أسفل الحائط آجر.
وأنشد:
فأقسم ما خوض العيون شوارف ... روائم أظآر عكفن على سقب
تشممنه لو يستطعن ارتشفنه ... إذا سفنه يزددن نكباً على نكب
بأوجل مني يوم ولت حمولهم ... وقد طلعت أولى الركاب من النقب
وحل بقلبي من جوى الحب ميتة ... كما مات مسقى الضياح على ألب
قال أبو العباس: يقال ألب يألب، ويألب، إذا اجتمع. وأنشد: قد أصبح الناس علينا ألبا أي قد اجتمعوا علينا. يقول: اجتمع عليه ومنع من الشرب.
ويقال أجبي مثل أربى، إذا باع الزرع قبل أن يدرك الحصاد. والوراط: أن يورط إبله في إبل أخرى أو في مكان لا ترى، وهو أن يغيبها فيه.
ويقال ضربه فهوره، وجوره، وقطله، وقعطله، وجرعبه، وبركعه، وجعفله، وبرثعه، إذا صرعه.
وأنشد:
ومن رمينا عزه تبركعا ... على استه روبعة أو روبعا
والروبع: وجع يأخذ في القوائم فيقعد.
قال أبو العباس: وإذا أفرد الصفة رفع: زيد خلف، وزيد قدام، وزيد فوق، الصفة تؤدى عن الفعل، فإذا أضاف أدت وقامت مقام الفعل والمكنى. قال: وإذا جاء في الشعر بخلاف ذا قيل شاذ.
أخبرنا محمد، ثنا أبو العباس قال: أنشدني عبد الله بن شبيب قال أنشدني محمد بن إبراهيم، لامرأة بدوية:
فلو أن ما ألقى وما بي من الهوى ... بأرعن ركناه صفاً وحديد
تفطر من وجد وذاب حديده ... وأمسى تراه العين وهو عميد
ثلاثون يوماً، كل يوم وليلة ... أموت وأحيا، إن ذا لشديد
مسافة أرض الشام ويحك قربى ... إلينا ابن جواب أريد يزيد
فليت ابن حواب من الناس حظنا ... وأن لنا في النار بعد خلود