وجارة البيت لها حجرى ... وحرمات هتكها بجري
والعضائه والبدائه والبوائج، واحدها: بديهة وعضيهة وبائجة.
قال أبو العبَّاس: إذا تزوج الأعجمي بالعربية فولدهما يسمى: المذرع. والمقرف من العجم والعرب: الزري الدني النذل؛ وهو دون الهجين. الفلنقس: الذي جدتاه من قبل أبيه وأمه عجميتان.
العذر والنذر واحد، من قول الله تعالى: " عذرا أو نذرا " الإغريض والوليع: ما في جوف الطلعة. الصعيد: أعلى الأرض وأطيبها، وهو أطيب مما سفل من الأرض؛ لأنه لا يلحق العالي ما يلحق المنهبط. وهو الأصل في أسم الصعيد، ثم لحق الأسم كل تراب طيب.
فإذا درس من الدار الصعيد فلم يبق منها شيء إلا وقد درس.
الرائد: الذي ينظر إلى الدار يرتاد منزلاً له ولقومه، فينظر هل يصلح لهم أم لا. وأنشد:
وفقت فيها رائداً أرودها
وهذه الأرجوزة في هذا المجلس.
المطا والمطو: الصاحب. وهو القبو أيضاً. أعطي المطو، وهو المطا.
قال أبو العبَّاس: وإذا قال الرجل: تفاعلت من أي شيء كان فهو يقول: دخلت في تلك الحال، وليس من أهلها.
أتيتك يوم يوم قلت كذا، ويوم ليلة فعلت كذا، وليلة ساعة قمت. قال: هذا تكرير لا وقت.
وإذا كان الرجل بفلاة لا أنيس معه ولا أحد، يقال: لا أرض لديه ولا سماء. ومثله حديث قيلة: " أتخرجين وحدك لا أرض معك ولا سماء ".
يستنفض القوم طرفه
يتأمل من الشديد منهم من غيره. وذلك مثل نفضت الطريق أنفضه إذا نظرت إليه. وأنشد للعجير، وقال: قاتله الله ما أشره وأخبثه:
وقائلة عن العجيز تقلبت ... به أبطنٌ بلينه وظهور
رأتني تخاذلت الغداة ومن يكن ... فتىً عام عام الماء فهو كبير
فمنهن إدلاجي على كل كوكبٍ ... له من عماني النجوم نظير
فجئت وخصمي يعلكون نيوبهم ... كما وضعت بين الشفار جزور
إلى ملك يستنفض القوم طرفه ... له فوق أعواد السرير زئير
ولي مائح لم يورد الماء قبله ... يعلي وأشطان الطوى كثير
إذا ما القلنسي والعمائم أدرجت ... ففيهن عن صلع الرجال حسور
وظل رداء العصب ملقى كأنه ... سلى فرس بين الرجال عقير
لو أن الصخور الصم يسمعن صلقنا ... لرحن وقد بانت بهن فطور
وأنشد أبو العباس:
هل تعرف الدار عفا صعيدها ... واشتبهت غيطانها وبيدها
وعاد بعدي خلقاً جديدها ... وقفت فيها رائداً أرودها
سلوب أسلاب أسيلا جيدها ... مثل الأتان، شبعت قتودها
دار لحود غائم مفيدها ... تحلف بالرحمن لا يصيدها
إلا جميل القوم أو جليدها ... إنا إذا الحرب ذكا وقودها
وهفت الهاتف: من يذودها ... جاءت بنو عمرو تسامي صيدها
على الجياد ثبتت لبودها
قال أبو العباس: يكون هذا دعاء لهم، ويكون أنهم لا يزولون عنها. وفي قول الله عز وجل: " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه " قال: هو جزاء لما قرب وهو " الذي " ويرفع حينئذ، وإذا كان جزاء " لمن " نصب سئل: هل هذا مثل قولك من زيد فأقوم إليه؟ فقال: زيد لا يكون صلة ولا يجاب، ولكن لو قيل من أخوك فنقوم إليه، نصب لا غير قال: والاسم ونعته رفع، وما بعد " ما " من صلتها.
قال: وإنما تجعل " ما " مع " ذا " حرفاً واحداً ولا تجعل " من " معها. وأملي في ذلك علينا: " من ذا يقوم " من لا يجىء مع ما حرفاً واحداً وتكون مع ما وماذا تصنع، يكون ماذا حرفاً واحداً، وتصنع عاملاً فيها، كأنك قلت ما تصنع، وإنما يجعلون " من " مع " ذا " حرفاً واحداً لأن " من " للناس خاصاً و " ذا " لكل شيء، وجعلوها مع ما حرفاً واحداً، لأن " ما " لكل شيء. و " ذا " لكل شيء. فإذا قالوا من ذا أخوك؟ لم تكن " من " مع " ذا " حرفاً واحداً، فقالوا من ذا أخوك لم يضمروا هو، لأن ذا يتم وينقص مع الذي يضمرون، فإذا قالوا من ذا نأته، كان من قول الفراء والكسائي أن يرفع من بذا وذا بمن، ونأته جواب الجزء. كأنه قال من يكن هذا نأته وإذا أراد الاستفهام قال من ذا فناتيه؟ كأنه قال: من هذا فنأتيه.
وأنشد: