قال أبو العباس: سألني محمد بن عبد الله بن طاهر يوم دخلت عليه، وكان لما قدم من خراسان طلبني، فلما وصلت إليه بادر إلى بيت الراعي:
كدخان مرتجلٍ بأعلى تلعةٍ ... غرثان ضرم عرفجا مبلولا
قلت: يصف ذئبا. فسألني عن بيته:
كلي الحمض بعد المقحمين ورازمي ... إلى قابلٍ ثم اعذري بعد قابل
فقلت له: ليصبر الإنسان عن قليله، ويعف عن كثيرِ غيره، ليكون أعز له:
وسألني عن بيته:
وخادع المجد أقوامٌ لهم ورقٌ ... راح العضاه به والعرق مدخول
فقلت: رأى ظاهرهم فقدر أن الباطن مثله فأخلف.
فسألني عن بيته:
فنلنا غرارا من حديثٍ نقوده ... كما اغتر بالنص القضيب المسمح