فقلت: يعني أنه لم يزل يترفق بمن يهواه حتى أطاع وسامح.

فسألني عن بيته:

وأفضن بعد كظومهن بجرةٍ ... من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا

فقلت: ذو الأبارق وحقيل: موضعٌ واحد، فأراد من ذي الأبارق إذ رعينه.

فأقبل يسألني عن كتاب الندبة للفراء، وأنا أجيبه، فسألني عن خمس مسائل منه، فتوخيت أن أتيت بلفظ الكتاب، فرفع يده عن الكتابين، وكان على فخذه اليمنى شعر الراعي، وعلى فخذه اليسرى كتاب الندبة، وهو يسألني عن بيتٍ من هذا ومسألةٍ من هذا. ثم قال لي: قد وصفت لي وأنا بالمعسكر، وشاهدتك، فما رأيت رجلا إلا كانت مشاهدته دون صفته، خلاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015