قال أبو العباس أحمد بن يحيى: كنا عند أحمد بن سعيد بن سلم وعنده جماعةٌ من أهل الأدب، منهم عافية بن شبيب، والسدري، وأبو العالية، فأتاه ابن الأعرابي، وكنا قبل موافاته في شعر الشماخ، نتناشده ونتساءل عن معانيه، فلما جلس أقبلت عليه أسأله عن معانيه، فكان فيما سألته عنه هذا البيت:
فنعم المرتجى ركدت إليه ... رحى حيزومها كرحى الطحين
فسبق إلى ظنه أني أريد أن استزله بحضرة من حضر من أهل البصرة، فنظرت إليه وقد تمعر فأنكرته، وكانت أخلاقه شديدة، وكنت أعرفه فقلت له: لا والله ما الأمر كما توهمت! وعرفته القصة، فسكن وقال: إنما أراد الصلابة؛ لأنها إنما تمدح بصغر الكركرة.