قال أحمد بن الحارث الخزاز: أنشد العتابي كلثوم بن عمرو:
يا ليلة لي بحوارين ساهرة ... حتى تكلم في الصبح العصافير
فقال له منصور النمري: العصافير تتكلم؟ فقال العتابي: نعم تتكلم وتنطق، ويقال ذلك لما أعرب عن نفسه بحالٍ ترى فيه، فيقال: أخبرت الدار بكذا، وتكلمت بكذا، فكيف ماله نطقٌ؟! أما سمعت قول كثيرٍ:
سوى ذكرةٍ منها إذ الركب عرسوا ... وهبت عصافير الصريم النواطق
وقول الكميت:
كالناطقات الصادقات ... الواسقات من الذخائر
قال: فسكت منصورٌ منقطعا.