حدثني أبو الحسن علي بن سليمان قال: حدثني أبو العباس محمد بن يزيد قال: قال محمد بن سلام الجمحي: قدم الكسائي البصرة مع الرشيد، فجلس إلى يونس في حلقته، فألقى عليه بعض من حضر في المجلس ببيت الفرزدق:
غداة أحلت لابن أصرم طعنةٌ ... حصينٍ عبيطات السدائف والخمر
فأنشده هكذا، فقيل للكسائي: على أي شيءٍ رفعت؟ فقال: أضمرت فعلا، كأنه: وحلت لي الخمر. فقال يونس: ما أحسن والله ما وجهته، غير أني سمعت الفرزدق ينشده:
غداة أحلت لابن أصرم ضربة ... حصينٍ عبيطات السدائف والخمر
جعل الفاعل مفعولا كما قال الحطيئة:
فلما خشيت الهون والعير ممسكٌ ... على رغمه ما أمسك الحبل حافره
والقصيدة على الرفع، جعل الفاعل مفعولا. فقال الكسائي: هذا على هذا وجهٌ.