قال الأصمعي: بعث إلي محمد بن هارون، فدخلت عليه وفي يده كتابٌ يديم النظر فيه ويتعجب منه، فقال لي: يا عبد الملك، أما تعجب من هذا الشاب وما يجيء به؟ فقلت: من هو؟ فقال: عباس بن الأحنف. ثم رمى إلي الكتاب فإذا فيه شعرٌ قاله عباس، وهو:
إذا ما شئت أن تصنع ... شيئاً يعجب الناسا
فصور هاهنا فوزا ... وصور ثم عباسا
ودع بينهما شبرا ... وإن زدت فلا باسا
فإن لم يدنوا حتى ... ترى راسيهما راسا
فكذبها بما قاست ... وكذبه بما قاسى
قال الأصمعي: وكان بيني وبين عباس شيء فقلت: مسترقٌ يا أمير المؤمنين. قال: ممن؟ قلت: من العرب والعجم. قال لي: ما كان من العرب؟ قلت: رجلٌ يقال له ((عمر)) ، هوي جارية يقال لها ((قمر)) ، فقال:
إذا ما شئت أن تصنع ... شيئاً يعجب البشرا