وأرست دعائمها عبقرية الإمام عبده والشيخ رشيد رضا، بالمشرق الإسلامي ...
وقد سجل هذه الحقيقة الشيخ المرحوم محمد العيد، إذ يقول مخاطبا ابن باديس، في الحفل الذي أقيم له بمناسبة ختمه تفسير القرآن الكريم:
حكيْتَ جمَالَ الدِّينِ في نَظَراَته … كأَنَّ جمالَ الدين فِيكَ مصوَّرُ (?)
وأَشْبهْتَ في فقه الشريعةِ عبدَه … فهلْ كنُتَه، أَمْ عبْدُه فيكَ يُنشَرُ؟
ومما يجب أن تعرفه ناشئتنا، أيضا، أن إمامنا ابن باديس لم يحقق للجزائر نهضتها المباركة، على أساس متين من كتاب الله وهدي رسوله، صلى الله عليه وسلم، إلا بالتعاون المتين إخوانه العلماء العاملين؛ فقد قال، رحمه الله، في معرض الحديث عمن كان لهم الفضل في تكوينه ونجاحه في أعماله، بعد والديه ومشائخه، ومشيدا بالروح الجماعية العالية التي تربط بين العلماء الجزائريين في عهده:
" ... ثم (الفضل) لإخواني العلماء الأفاضل الذين وازروني في العمل، منذ فجر النهضة إلى الآن؛ فمن حسن حظ الجزائر السعيد، ومن مفاخرها التي تتيه بها على الأقطار، أنه لم يجتمع، في بلد من بلدان الإسلام- فيما رأينا وسمعنا وقرأنا- مجموعة من العلماء، وافرة الحظ من العلم، مؤتلفه القصد والاتجاه، مخلصة النية، متينة العزائم، متحابة في الحق، مجتمعة القلوب على الإسلام والعريية ... قد ألف يينها العلم والعمل مثلما اجتمع للجزائر في علمائها الأبرار؛