دَامَ عَلَيْهَا الْلَيْلُ حَتَّى أَصْبَحَتْ ... تَحْسَبُ فَجْرَ ذَاتِ عِرْقٍ شَفَقَا

وَرَامِيَاتٍ لا يُؤَدِينَ دَمًا ... وَلا يُبَالِينَ أَسَالَ أَمْ رَقَا

وَقَفْنَ صَفًا فَرَأَيْنَ شَرَكًا ... مِنَ الْقُلُوبِ فَرَمَيْنَ طَلَقَا

عَرِّجْ عَلَى الْوَادِي فَقُلْ عَنْ كَبِدِي ... لِلْبَانِ مَا شِئْتَ الْجَوَى وَالْحُرُقَا

وَاحْجُرْ عَلَى عَيْنَيْكَ حِفْظًا أَنْ تَرَى ... غُصْنَيْنِ مِنْهُ دَنَيَا فَاعْتَنَقَا

فَطَالَمَا اسْتَظَلَلْنَهُ مُصْطَبِحًا ... سُلافَةَ الْعَيْشِ بِهِ مُغْتَبِقَا

وَلَهُ:

يَا لَزَمَانِي عَلَى الْحِمَى عَجَبًا ... أَيُّ زَمَانٍ مَضَى وَأَيُّ حِمَى؟

حَلَفْتُ بِالرَّاقِصَاتِ تُجْهِدُ أَعْنَاقًا ... خَفُوضًا وَأَظْهُرًا أَسُنُمَا

تَحْسَبُ أَشْخَاصَهَا إِذَا اخْتَلَطَتْ ... بِالْأَكَمِ الْوُقْصِ فِي الدُّجَى أَكَمَا

تَحْمِلُ شُعْثًا إِذَا هُمْ ذَكَرُوا ... ذَخِيرَةَ الْأَجْرِ غَالَطُوا السَّأَمَا

غَدَوْا سِرًّا مِنْ عَامِهِمْ وَبَقِيَ ... أَيَّامُ جُمَعٍ وَالْأَشْهُرُ الْحُرُمَا

حَتَّى أَنَاخُوا بِذِي السُّتُورِ مُلَبِينَ ... بِأَرْضٍ كَادَتْ تَكُونُ سَمَا

وَلَهُ:

أُجَاذِبُهَا لَوْ أَمْكَنْتُ مِنْ زِمَامِهَا ... أُرِيدُ وَرَاءً وَالْهَوَى مِنْ أَمَامِهَا

فَمَا الْحَرْبُ إِلا بَيْنَ حِلْمِي وَخُرُقِهَا ... وَبَيْنَ زَفِيرِي خَائِفًا وَبُغَامِهَا

يَعِزُّ عَلَيْهَا نَوْمُهَا تَحْتَ كُورِهَا ... بِمَا فَاتَ مِنْ أَيَّامِهَا فِي مَسَامِهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015