من الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا التحلي بمقومات المواطنة الصالحة في ضوء تعاليم الإسلام، ونقصد بمقومات المواطنة الصالحة تلك الصفات والسجايا اللازم توافرها في أفراد مجتمع يعرفون واجباتهم نحو خالقهم أولا ثم نحو أنفسهم وذويهم ومجتمعهم وأمتهم وولاة الأمر فيهم، وعن طريق التربية الإسلامية يعرفون حقوقهم وواجباتهم.
وتختلف مقومات المواطنة الصالحة من أمة لأمة باختلاف أساليب التربية المستمدة من تراث هذه الأمة، وترتكز مقومات المواطنة الصالحة في الإسلام على ثلاث دعائم رئيسية: هي التمسك بالعقيدة الإسلامية والمحافظة على شريعتها ثم التمسك بأخلاق الإسلام، وأخيرا الابتعاد عن مساوئ الأخلاق التي سبق وأن تحدثنا عن نماذج منها في المطلب الثالث عشر.
والعقيدة هي الحكم الذي لا يقبل الشك عند معتقده، ومن المفهوم اللغوي للعقيدة وهو الشدة والربط ومفهوم التأكيد والتوثيق والتصديق، فالعقيدة إذا هي ما يدين به الشخص من معتقد لا يقبل الشك، وهي بالمعنى الصحيح لا ينبغي أن تطلق إلا على العقيدة الإلهية التي تكون من عند الله جل وعلا وتمتاز العقيدة الإسلامية بعدة خصائص منها: - * فهي من عند الله، فهي الكمال بحكم مصدرها كاملا من كل الوجوه.
* وهي صالحة وشاملة لكل مكان وزمان.
* وهي لا تتعارض مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
* وهي تخلو من كل تشدد أو تعصب.
* وهي خالية ومحرمة للأباطيل والخرافات والشعوذة والاستهتار بالعقول.