هذا لقمان يعظ ابنه يخبر به الحق تبارك وتعالى في قوله في سورة لقمان: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17] (?) .
وعن بني إسرائيل يقول الله جل في علاه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ - كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78 - 79] (?) .
{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114] (?) .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان» (?) .
ويقول عليه السلام: «ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم من يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعلوا إلا أوشك بأن يعمهم الله بعذاب من عنده» (?) .
ومن هنا فإن الناس إذا اعتادت القبيح لم تنفر منه، ولكنه يظل قبيحا لكن البصيرة تنطمس عنه من كثرة ما تراه، وأصبح الرجس عادة اجتماعية، من أجل ذلك أمر الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأوجبه فريضة على المسلمين، إبقاء على الطهر والصلاح ومحافظة على شرف ومكانة المسلمين بين الأمم وتثبيتَاَ لنعم الله عليهم، ويمكن إجمال الحكمة من إيجاب الشريعة الإسلامية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما يلي: - (?)