من الأمور الفاعلة للمحافظة على نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة، ونظرا لأهمية هذا الموضوع البالغة لما له من أثر في استقرار حياة الأمة. . فسوف أتحدث بشيء من التفصيل عن هذه الفريضة العظيمة مركزا بشكل عام على الصفات والآداب التي لا بد من توافرها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ونبدأ لنقول إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول قيام حضارة الإسلام بدونه " وهو القطب الأعظم في الدين، والمنهج الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوى بساطه وأهمل عمله وعلمه لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة وعمت الفتنة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشرى الفساد واتسع التمزق وخرجت البلاد وهلك العباد " (?) .
والمعروف هو كل ما ينبغي فعله أو قوله طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية سواء كان النص عليه صراحة أو كان مأخوذا من روح النصوص الشرعية الإسلامية وفحواها، فالأخلاق الفاضلة، وصلة الرحم، والإحسان للفقراء، وإقامة الأموال العامة في مصارفها، وتولية الأمناء، وتحكيم شرع الله، كل ذلك يدخل في المعروف الذي ينبغي فعله، وكل ضد ما تقدم هو من المنكر الذي يجب تركه.
فالمنكر كل فعل أو قول لا ينبغي فعله أو قوله طبقَاَ لنصوص الشريعة الإسلامية، وإذا قرن الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإيمان بالله قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 110] (?) ثم تأكد ذلك بالأمر الرباني في قوله تعالى: