ثالثا: مراعاة التلازم بين نصيحة ولي الأمر والدعاء له: من مقتضى البيعة في الإسلام النصح لولي الأمر، ومن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة. . . ولقد حرص أئمة أهل السنة والجماعة على بيان هذه الحقيقة وتأكيدها في الكثير من مقالاتهم، يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية (?) .

وقال إمام أهل السنة في عصره أبو محمد البربهاري - رحمه الله - في شرح السنة: " فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن ظلموا وإن جاروا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين " (?) . ويقول الإمام أحمد - رحمه الله - (لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان) (?) .

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز - حفظه الله -: " من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر، من النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة، لأن من أسباب صلاح الوالي ومن أسباب توفيق الله له أن يكون له وزير صدق يعينه على الخير ويذكره إذا نسي ويعينه إذا ذكر. . . ويقول الشيخ عبد العزيز في موضع آخر: " الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات "، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له إن دوسًا عصت قال: «اللهم اهد دوسا وآت بهم» ، " يدعى للناس بالخير والسلطان أولى من يدعى له لأن صلاحه صلاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015