ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله: " ومن حقوق الرعاة على رعيتهم أن يناصحوهم ويرشدوهم، وأن لا يجعلوا من خطئهم إذا أخطئوا سُلما للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين الناس، فإن ذلك يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال وإن كانت حقا، ويوجب عدم السمع والطاعة لهم، وإن من الواجب على كل ناصح خصوصا مَنْ ينصح ولاة الأمر أن يستعمل الحكمة في نصيحته ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة " (?) . ويقول أيضا: " وأما النصيحة لأئمة المسلمين فهي صدق الولاء لهم، وإرشادهم لما فيه خير الأمة في دينها ودنياها ومساعدتهم في إقامة ذلك، والسمع والطاعة لأوامرهم ما لم يأمروا بمعصية الله اعتقاد أنهم أئمة متبوعون لما أمروا به؛ لأنه ضد ذلك هو الغش والعناد لأوامرهم والتفرق والفوضى التي لا نهاية لها لو جاز لكل واحد أن يركب رأسه وأن يعتز برأيه ويعتقد أنه المسدد الصواب وهو الذي لا يدانيه أحد، لزم من ذلك الفوضى والتفرق والتشتت، ولذلك جاءت النصوص القرآنية النبوية بالأمر بطاعة ولاة الأمر لأن ذلك من النصيحة " (?) .
والنصحية لعامة الناس إرشادهم إلى مصالحهم في دنياهم وأخراهم، وكف الأذى عنهم، وتعليمهم ما جهلوه وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المكروه عنهم، وتعليم جاهلهم، ورد من زاغ منهم عن الحق في قول أو فعل بالتلطف في ردهم إلى الحق والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحبة إزالة فسادهم " (?) .