النصيحة كلمة تعبر عن جملة هي " إرادة الخير للمنصوح له "، والنصيحة شأنها عظيم فحاجة المسلم إليها كحاجته للأكل والشرب والهواء ولا غنى له عنها؛ لأنها هي التي تبين الطريق وتبصر الإنسان بأخطائه وما يحيط به من مخاطر ومهالك (?) .
والمسلم محتاج إلى النُّصْح حاكما أو محكوما رجلا كان أو امرأة عالما أو متعلما، وما النصيحة إلا كلمة طيبة وموعظة فهي إذن تحتاج إلى شروط، وأهم هذه الشروط: الإخلاص والعلم بما ينصح به وينهى عنه والرفق والتلطف بمن ينصحهم ويذكرهم، وقد تواترت الأدلة على وجوب النصيحة من الكتاب والسنة: لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} [التوبة: 91] (?) . وقوله تعالى إخبارا عن نوح: {وَأَنْصَحُ لَكُمْ} [الأعراف: 62] (?) .
وقوله تعالى إخبارا عن هود: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ} [الأعراف: 68]
ولقد عظم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر النصيحة فجعلها عماد الدين وقوامه، قال صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (?) .
في هذا الحديث الشريف حصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدين في النصيحة لعلو شأنها ولأنها بالتعميم الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم شملت الدين كله، والنصيحة تختلف باختلاف المنصوح له فالنصيحة لله الإيمان به، ونفي الشرك عنه وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بأوصاف