ومن أهم الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار التي نعيشها صيانة عقول الناشئة من الغزو الفكري.
وشبابنا بحمد الله أقل شباب العالم الإسلامي تعرضا لهذا الغزو لتمسكه بتعاليم دينه وفهمه العميق لدينه الذي يحث على الاعتدال في شئون الحياة. والغزو الثقافي الفكري صورة حديثة من صور الغزو - اتجه إليها المستعمرون الخبثاء بعد أنواع الغزو التي اقترفوها وتنبهت لها الشعوب وبذلت من أجل التخلص منها كل مرتخص وغال.
وهو نوع خطير من أنواع الغزو، يستطيع فيه المستمر أن يجند لمبادئه أعوانا من أبناء الوطن نفسه، يدينون بمبادئه ويعملون لحسابه أحيانا وهم يعلمون وأحيانا دون أن يعلموا.
وليس ما نشاهده في بعض بلدان العالم النامي والعالم الإسلامي من صراعات سياسية وعسكرية، ليس إلا نتيجة الغزو الفكري والثقافي، فباسم الشعارات الجوفاء استطاع الاستعمار أن يفرق كلمة أبناء الوطن الواحد فأحلوا بأوطانهم من المصائب ما لم يستطع المستعمر نفسه أن يفعل بالقوة العسكرية العادية، بذلك تظل الشعوب النامية والضعيفة خاضعة لنفوذ القوى المعادية لها، وتظل تلك القوى الكبرى تتعاون في