كان الصحابة عربا خلصا يتذوقون الأساليب الرفيعة، ويفهمون ما ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات البينات، فإذا أشكل عليهم فهم شيء من القرآن سألوا عنه النبي عليه الصلاة والسلام "كسؤالهم1 لما نزل {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} 2 فقالوا: أينالم يظلم نفسه! ففسره النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك، واستدل عليه بقوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} 3 أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط آتاه الله الكتاب وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيما، فلم تكن الحاجة ماسة إلى وضع تآليف في علوم القرآن في عهد الرسول والصحابة4.