القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله الأمين، يتعبد المسلم بتلاوته في الصلاة وغيرها، ونحن أمرنا أن نصلي كما كان يصلي رسولنا صلى الله عليه وسلم، «صلوا كما رأيتموني أصلي» (?) فكما شرع الله الصلاة بصفة معينة، شرع كذلك تلاوة القرآن بصفة معينة، وجاء الأمر بهذه الصفة في القرآن الكريم، قال تعالى:
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4] قال الإمام ابن كثير: «أي اقرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره، وكذلك كان يقرأ صلوات الله عليه.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها (?).
وقال الإمام الطبري: أي اقرأ بتمهل وتبيين حروف.
«وقد أكد الله عز وجل فعل الأمر (ورتل) بالمصدر (ترتيلا) تعظيما لشأنه واهتماما به» (?).
ولن يتأتى للمسلم ذلك إلا برياضة اللسان بالتلقي، فيرقق المرقق، ويفخم المفخم، ويقصر المقصور ويمد الممدود، ويظهر المظهر ويدغم المدغم، ويخفي المخفى، ويغن الغنة، ويخرج كل حرف من مخرجه، وهذا هو التجويد.
إن قراءة القرآن الكريم يجب أن تكون قراءة مجودة مطبقا فيها أحكام التجويد، فتلاوة القرآن تلاوة مجودة أمر واجب وجوبا عينيا على كل مسلم يريد أن يقرأ شيئا من القرآن الكريم.