ويمكننا أن نقسم سنوات الحفظ ومراحل العمر حسب القدرة على الاستيعاب كما يلي:
1 - من 5 سنوات إلى 10 سنوات مرحلة ذهبية.
2 - من 10 سنوات إلى 14 سنة. مرحلة ذهبية* من حفظ في هاتين المرحلتين يصعب نسيانه.
3 - من 14 سنة إلى 23 سنة. مرحلة فضية.
4 - من 23 سنة إلى 35 سنة. مرحلة برونزية.
ولكنني أقول: إنه لا يصعب على أي مسلم في أي مرحلة من عمره أن يحفظ القرآن الكريم، إذا عزم على ذلك، وعرف الله صدقه، فكلمة المستحيل لا يعرفها عقل المسلم ولا خياله.
وقد رأيت أخا بدأ في حفظ القرآن بعد الأربعين فأتمه في سنتين ونصف وكان ضابطا متقنا.
والأعجب من ذلك أنني أعرف رجلا بدأ في حفظ القرآن بعد الخمسين ثم تلقى عن المشايخ، وسافر عدة بلدان يقرأ عليهم، وحصل على إجازات كثيرة في القراءات السبع، ثم العشر الصغرى، ثم الكبرى، وقد أصبح الآن عالما يسافر الطلاب إليه ويقصدونه، ولم يبدأ إلا بعد سن الخمسين فلا تكسلن أيها المسلم عن الحفظ والتعلم في أي عمر كنت.
كان إبراهيم بن المهدي كبيرا في السن، فدخل على المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه فقال له المأمون: يا عم ما عندك فيما يقول هؤلاء؟ فقال:
يا أمير المؤمنين شغلونا في الصغر واشتغلنا في الكبر. فقال المأمون: لم لا تتعلمه اليوم؟ قال: أو يحسن مثلي طلب العلم؟ قال: نعم. والله لأن تموت طالبا للعلم خير من أن تعيش قانعا بالجهل.