الزيادة الباهظة في الضرائب:
كانت نتيجة هذا البذخ والترف الطبيعية الزيادة الباهظة في الضرائب وسن القوانين الجديدة لابتزاز الأموال من طبقات الفلاحين والصناع والتجار وأهل الحرف حتى وصلت إلى حد الإرهاق وأثقلت كاهل الأهلين وانقضت ظهرهم.
يقول مؤلف " إيران في عهد الساسانيين ":
وقد جرت عادة ملوك إيران بقبول الهدايا والتقديمات من الرعية وكانوا يسمون ذلك " آيين" وكان ذلك علاوة على الضرائب الرسمية، وكانوا يأخذون من الناس الهدايا جبراً يوم نوروز والمهرجان وكانت مناجم الذهب في أرمينيا ملكاً للملك ولنفقاته الخاصة (?)) .
ويقول المؤرخ العربي الشامي:
((كان يقضي على الشعب الشامي أن يؤدي الجزية وعشر غلاته وأتاوة من المال ورسماً على كل رأس، وللشعب الروماني موارد مهمة من الجمارك والمناجم والضرائب والحقول الصالحة لزرع الحنطة والمراعي يؤجرونها من شركات المتعهدين يسمونهم العشارين، يبتاعون من الحكومة حق جباية الخراج، وفي كل ولاية عدة شركات من العشارين، ولكل شركة مستخدمون من الكتاب والجباة يظهرون في مظهر السادة، ويتناولون أكثر مما يجب لهم أخذه، ويسلبون نعمة الأهلين، وكثيراً ما يبيعونهم كما يباع الرقيق (?)) .
((أوجز أحدهم السياسة الإمبراطورية في الرومان بقوله: ((الراعي الصالح يجز صوف غنمه ولا ينتفه)) فمضى القرنان وأباطرة الرومان يكتفون بجز سكان مملكتهم يسلبون منهم كثيراً من الأموال ولكنهم يحمونهم من العدو الخارجي (?)) .