جوانب عديدة لا يعلمها إلا الله، ومِن هذه الجوانب ما يلي:
1 - جانب الثبات على الحق: فإذا علم العبد أنَّ له ربَّا يسمع ويبصر، وأنه يعلم ويحيط بكل أموره، ولا يتركه طرفة عين، كان ذلك دافعًا ويقينًا قويَّا وعزيمة فتيًّة للثبات على الحق. فهذا القول: الذي قال العبد ابتغاء مرضاة الله قد سمعه الله عز وجل، وسجَّلته الملائكة، والعبد يحتسبه عند مولاه سبحانه وتعالى، وهذا الفعل: الذي قام به العبد ابتغاء مرضاة الله ولاقَى في سبيله ما لاقَى، فإن الله به بصير، ولن يذهب عمله سُدى. فعقيدة المسلم الصابر الثابت على الحق، جَعَلَتْه يتعبد لله تعالى بصفتي السمع والبصر، فهو محتسب ذلك كله عند ربه، لأن ربه لم يتركه هَمَلًا، ولم يكن ربه غافلًا ولا ساهيًا، حاشا لله تعالى.
ونلمس هذا النوع من التعبد في قصة موسى وهارون عليهما السلام عندما أمرهما ربهما تبارك وتعالى أن يذهبا إلى فرعون، وأن يأمراه بالمعروف وينهياه عن المنكر، ولكنهما خشيا على