قَالَ: «هَاتَانِ أَهْوَنُ، - أَوْ أَيْسَرُ -». فلقد تعوذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالله تعالى بهذه الصفة الجليلة، التي تدل على إجلال الله تعالى وعظمته، فإن لها من الإجلال والإكبار ما لا يعلمه إلا الله.
ولذلك تعوذ بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتحصن بها من وقوع العذاب المُهلك من فوقنا ومن تحت أرجلنا، فكانت الإجابة من الله تعالى بصرف هذا العقاب وهذا العذاب، إجلالًا لهذه الصفة. فقد سال رسول - صلى الله عليه وسلم - بعظيم، فتضاءلت المسالة المطلوبة أمام عظمة الصفة التي طلب بها، فما كان إلا الإجابة تفضلًا من الله تعالى.
إن من صفات الله تعالى: السمع والبصر، فهو سبحانه وتعالى: سميع بصير، وكما علمنا أنهما سمع وبصر يليقان بجلال الله تعالى وعظمته فـ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى]. ولكن كيف نتعبد لله تعالى بهذين الاسمين وهاتين الصفتين؟
إن التعبد لله تعالى بهذين الاسمين وهاتين الصفتين له