جميعًا مَن قال: إن الله في كل مكان -تعالى الله عمَّا يقولون علوُّا كبيرًا- وأشدهم جهلًا بذات الله تعالى من قال: إن الله في قلبي، وأعظم مِن هذا وذاك من قال: إن الله في البيت ... {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس:30]، {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:7].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} أي: أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشؤونها وما فيها، فهم حُذَّاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة، كان أحدهم مُغَفّل لا ذهن له ولا فكرة. قال الحسن البصري: واللهِ لَبَلَغَ من أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي. اهـ
ونسي هؤلاء جميعًا أنَّ الله تعالى قد أخبر عن نفسه قائلًا:
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه] أي: ارتفع عليه وعلا.
وأجمع السلف على إثبات استواء الله على عرشه، فيجب