وإن يكن عكسه فالأمر منعكس ... فاحكم بحق وكن بالحق معتدلا

فاجتمع العلماء والفقهاء من أهل مصر وما والاها واتفقت كلمتهم بأن أجابوا على ما كتب لهم في شأنه:

ما كان من شيم الأبرار أن يسموا ... بالفسق شيخا على الخيرات قد جبلا

لا لا ولكن إذا ما أبصروا خللا ... كسوه من حسن تأويلاتهم حللا

أليس قد قال في المنهاج صاحبه ... يسوغ ذاك لمن قد يختشي زللا

كذا الفقيه أبو عمران سوغه ... لمن تخيل خوفا واقتنى عملا

وقال فيه أبو بكر إذا علمت ... عدالة المرء فليترك وما عملا

وقد روينا عن ابن القاسم العتقي ... فيما اختصرنا كلاما أوضح السبلا

ما إن ترد شهادات لتاركها ... إن كان بالعلم والتقوى قد احتفلا

نعم وقد كان في الأعلين منزلة ... من جانب الجمع والجمعات واعتزلا

كمالك غير مبد فيه معذرة ... إلى الممات ولم يثلم وما عذلا

هذا وإن الذي أبداه متضح ... أخذ الأيمة أجرا منعه نقلا

وهبك أنك راء حله نظرا ... فما اجتهادك أولى بالصواب ولا

البرزلي: وعندي أن كلا منهما حكم بما يقتضيه حاله، فإن الدكالي كان بعيدا عن الدنيا وزاهدا فيها، فالمتلبس بها عنده في غاية البعد عن الآخرة، وكان شيخنا يرى الدنيا مطية الآخرة وأنها نعم العون على ذلك كما في مسلم، فاكتسب منها جملة كثيرة، وأخرج جلها للآخرة نفعه الله بذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. انتهى. وفي الحطاب: عن ابن رشد أنَّه لا تكره إمامة من فعل ما تركه أفضل، كما لا تكره إمامة من ترك ما فعله أفضل من النوافل. وسلام عليه يعني أنَّه يكره السلام على المؤذن في حال أذانه بخلاف المصلي. وتقدم الفرق بينهما،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015