"اللهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا"، فَمَا يُشِيرُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

رجل في الجمعة المقبلة، وهذا ظاهر في أنه غير الأول، وفي رواية: حتى جاء ذلك الأعرابي في الجمعة الأخرى، وهذا يقتضي الجزم بكونه واحدًا، وكلاهما من أنس، فلعل ذكره بعد أن نسيه أو نسيه بعد أن ذكره، فلهذا ذكره صاحب (المصابيح) بالشك، وتبع المؤلف.

وقوله: (اللهم حوالينا ولا علينا) يعني أنزل الغيث في المزارع لا على الأبنية، يقال: قعدوا حوله وحواله وحوليه وحواليه بفتح اللام دون كسرها كلها بمعنى، فالأصل: حول وحوال، وقد يثنى قصدًا إلى التعدد والتكرار، وليس حوالي جمعًا حتى يكسر لامه، لكنه إنما ذكر (حوالينا) دون حولنا وحوالنا لمراعاة الازدواج مع (علينا)، والواو في (ولا علينا) للعطف بتقدير لا تمطر عطفًا على أمطر المقدر قبل، وقال الشيخ (?): ليست الواو خالصة للعطف بل للتعليل كقولهم: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها؛ فإن الجوع ليس مقصودًا بعينه بل لكونه مانعًا من الرضاع بأجرة إذ كانوا يكرهونه، فافهم.

وقوله: (إلى ناحية من السحاب) وفي رواية: (إلى ناحية من السماء)، و (الجوبة) بفتح الجيم وسكون الواو وبالموحدة: الفرجة في السحاب، وهنا حذف أي: صار جو المدينة مثل الفرجة في السحاب، أي: خاليًا عن السحاب، كذا قال الشيخ (?)، وفي (النهاية) (?): الجوبة: هي الحفرة المستديرة الواسعة وكل مُنفَتِق بلا بناء: جوبة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015