. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكسر الغين من الغل بالكسر بمعنى الغش والضغن، وثانيها: بضم الياء وكسر الغين من الإغلال بمعنى الخيانة أو السرقة الخفية، وثالثها: بفتح وضم من الغلول (?)، قال التُّورِبِشْتِي (?): لا معنى له ههنا لأن الغلول السرقة والخيانة من المغنم خاصة، انتهى.
ولا يذهب عليك أنه لو صحت الرواية لجاز حمله على مطلق الخيانة إطلاقًا للفظ الخاص على العام، على أن صاحب (القاموس) (?) جعله بمعنى مطلق الخيانة أيضًا، حيث قال: الغلول: الخيانة، غل غلولًا: خان كأغل، أو خاص بالفيء، وقال القاضي عياض في (المشارق) (?) في قوله: نهى عن الغلول، ولا تقبل صدقة من غلول، [وأنه قد غل]، ولا تغلو، كله من الخيانة، وكل خيانة غلول، لكنه صار في عرف الشرع لخيانة المغانم خاصة، يقال منه: غل وأغل، انتهى.
فلو حمل على المعنى الأصلي اللغوي لم يبعد، ويحتمل أن العرف حصل بعد ورود هذا الحديث؛ لأن الترغيب في التعلم مقدم في الإسلام، والمغانم وأحكامها حصلت بعد ذلك بشرعية الجهاد والقتال، واللَّه أعلم. نعم القاضي لم يذكر رواية الفتح مع الضم في الحديث، واقتصر على الروايتين الأوليين، وذلك شيء آخر، لكن عند من ثبت هذه الرواية فله وجه قطعًا.
ورابعها: (لا يغل) بالفتح والكسر مع تخفيف اللام من الوغول بمعنى الدخول،