وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3411، م: 2431].
وَذُكِرَ حَدِيثُ أَنَسٍ: "يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ". . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولا يخفى عليك بأن بلوغ مريم وآسية نهاية الكمال المستلزم لأفضليتهما من فاطمة وخديجة وعائشة محل نظر، ذكر السيوطي (?): أن أفضل النساء مريم وفاطمة، وقال: وفي حديث: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)، دلالة على تفضيلها على مريم، وهما متساويتان ليست بواحدة منهما أفضل من الأخرى.
وفي (التيسير) للنسفي: إن خديجة وعائشة وفاطمة أفضل من مريم، ثم الأصح أن مريم ليست نبية، وادعى بعضهم الإجماع على عدم نبوة النساء، وتعقب بأن دعوى الإجماع غير مسلم، فإن الخلاف في نبوة نسوة موجود خصوصًا مريم، فإن القول بنبوتها شهير، بل مال الشيخ تقي الدين السبكي في (الجليات) إلى ترجيحه، وقال: إن ذكرها مع الأنبياء قرينة قوية لذلك، قيل: العجب من هذا الشيخ أنه استشعر بهذه القرينة، ولم ينظر إلى نص قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا} [يوسف: 109]، فإنه نص في نفي النبوة عن النساء، ونقل عن الأشعري نبوة حواء، وسارة، وأم موسى، وهاجر، وآسية، ومريم، والآية المذكورة ترده، اللهم إلا أن يقال: المنفي في الآية الرسالة لا النبوة، وهي أعم من الرسالة، وهذا محمل لطيف لقول هؤلاء الأكابر، واللَّه أعلم.
وقوله: (وفضل عائشة على النساء. . . إلخ)، المقصود عطف الصديقة على