5723 - [26] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعَنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ بِإِصْبُعَيْهِ حِينَ يُوَلَدُ، غَيْرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعَنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 2386، م: 2366].
5724 - [27] وَعَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذا قوله: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} [آل عمران: 68]، لأنه أولى الناس بإبراهيم من جهة الاقتداء، وأولاهم بعيسى من جهة قرب العهد.
5723 - [26] (وعنه) قوله: (يطعن الشيطان في جنبيه) الظاهر أنه هو المراد من المس في حديث: (ما من مولود إلا يمسه الشيطان) على ما مر في (باب الوسوسة)، وأرادوا (بإصبعيه) السبابة والوسطى، والمراد (بالحجاب) المشيمة، يعني: لم يصل طعنه إلى جسده.
5724 - [27] (أبو موسى) قوله: (إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون) استدل بهذا الحصر على أنهما نبيتان؛ لأن أكمل الإنسان الأنبياء، ثم الصديقون والشهداء والصالحون، فلو كانتا غير نبيتين للزم أن لا يكون في النساء ولية ولا صديقة ولا شهيدة ولا صالحة غيرهما، قال الكرماني (?): لا يلزم من لفظ الكمال ثبوت نبوتهما؛ لأنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه، والمراد بلوغهما إلى النهاية في جميع الفضائل التي للنساء، انتهى.